-
كأس الشاي
كأس الشــاي
يتخطى كأس الشاي الدلالات المتعارف عليها كمشروب بسيط يعشقه جل المغاربة، ليصبح
رمزا فلسفيا وثقافيا يتجاوز البعد الفلكلوري وهذا مستوحى من الثقافة المغربية المتميزة والغنية، والتي تختلف من منطقة الى اخرى. فطقوس الشاي تختلف باختلاف المدن والمناطق، من الشمال الى الشرق والجنوب، بل حتى الكؤوس تختلف اسماؤها ودلالاتها، إذ نجد «كأس حياتي»، وهو الكأس الشعبي الواسع الانتشار المعروف بحجمه الصغير، و«كأس عنتر»، المنتشر في المقاهي، ثم «كأس البلار»، وهو «كأس برجوازي» لأنه غالي الثمن، يتميز بألوانه القزحية، ونظرا لغلاء سعره يحتفظ به في الخزانات الزجاجية، ولا يستعمل إلا في المناسبات، او عند قدوم ضيوف مهمين.
لقد تغنى الشعراء بالكأس، وكتب عنه الأدباء، وتغنت مجموعة «ناس الغيوان» المغربية بـ«الصينية»، فلماذا لا يتحول الى موضوع للفن التشكيلي؟ فالشاي، هو رمز الكرم والترحيب والمحبة والسلام وحوله تجتمع العائلات، وتدور الحوارات والنقاشات.